تعتبر مشكلة اعوجاج الأسنان وعدم انتظامها واحدة من مشاكل الأسنان التي تسبب الإزعاج والإحراج لمن يعاني منها، فقد تقف عائقاً يشوّه من نظرته الذاتية لنفسه، وتمنعه من التحدث أو الابتسام بثقة أمام الآخرين، ومما يزيد من سوء الحالة هو عدم انتظام الأسنان نتيجةً لوجود فقد لسن أو أكثر؛ حيث يؤدي ذلك لانزياح الأسنان المجاورة عن موقعها الصحيح وتتشكل الفراغات فيما بينها في حال لو لم يتم علاج هذا الأمر، فيهمل العديد من الأشخاص علاج ذلك بسبب ارتفاع التكلفة وعدم امتلاك القدرة على تحملها، ولكن المطمئن بالأمر أن علاج فقدان الأسنان بالزراعة أصبح ممكناً ومتاحاً لشريحة أوسع من المصابين بفضل قيام بعض المراكز لعمليات زراعه الاسنان بالتقسيط، وهنا يمكن القول بأن نصف طريق العلاج قد تم حلّها وبقي النصف الآخر، وهو تقويم الأسنان.
بفضل ما يشهده عالم علاج الأسنان من تطوّر فقد أصبح من الممكن الاستعانة بوسائل مختلفة لتقويم الأسنان، فقد بدأ الأمر فعلياً بتصميم تقويم الأسنان التقليدي، والذي يتكون من دعامات وأسلاك معدنية، وعلى الرغم من شيوع استخدام هذا النوع من التقويم إلا أنه لا يزال محرجاً بالنسبة للبعض، فتم تصميم أنواع أخرى من التقويم من بينها تقويم السيراميك والتقويم الشفاف والتقويم الخفيّ، وهذه الوسائل التقويمية تعد أقل ظهوراً من التقويم المعدني التقليدي إلّا أنها قد لا تكون في متناول يد الكثير من المرضى نظراً لارتفاع سعرها؛ فتبقى أسعار تقويم السيراميك مثلاً أعلى من أسعار التقويم المعدني، ولكنها أيضاً أقل من اسعار التقويم الشفاف، وهكذا.
وبالحديث عن تقويم الأسنان الشفاف باعتباره خياراً وسطياً من حيث تكلفة العلاج والشروط المطلوبة لاستخدامه من قبل المريض لا بد من ذكر أبرز ما يتميّز به، وذلك كما يلي:
- بشكل أساسي يُنظر للتقويم الشفاف باعتباره حلاً تقويمياً للأسنان المتباعدة أو غير المتناسقة بمرونة أكثر ودون أن يكون ظاهراً كما هو حال التقويم التقليدي.
- العامل المؤثر الأكبر في عدم ظهور التقويم الشفاف كالتقويم المعدني هو صناعته باستخدام مادة عاجيّة اللون، وقد اختير ذلك لتكون أقرب للون الأسنان الطبيعي، وبذلك يكون التقويم شبه مخفيّ.
- يعتبر المراهقين والبالغين من أكثر الفئات المرشحة لاستخدام التقويم الشفاف، فلا ينصح باستخدامه في حالات الأطفال، كما أنه يتناسب بشكل كبير مع الحالات الشائعة المتوسطة، أما بالنسبة للحالات المعقدة فقد لا يؤدي النتيجة المطلوبة أو المرضية.