ينظر للسمنة أو الوزن الزائد باعتبارها مرض العصر، حيث يلاحظ وجود أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة التي قد تكون مرتبطة بعدة أسباب، منها الوراثية أو الصحية أو تلك ذات العلاقة بالخمول ونمط الحياة الخاطئ، الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات فعلية وطارئة للحد من هذه الظاهرة وعلاجها بغض النظر عن سببها الرئيسي، فتتمثل الخطوة العلاجية الأولى بزيارة طبيب التغذية المختص وذو الخبرة في مجاله للحصول على جلسة استشارية خاصة بالحالة التي يتم المعاناة منها، وخلال هذه الجلسة سيعم الطبيب المختص لإجراء التشخيص الشامل للكشف عن أسباب السمنة، ثم تحديد الوسيلة العلاجية المناسبة لها، وعادة ما تبدأ خطة العلاج بتصميم برنامج غذائي لتخفيف الوزن، ومزامنة ذلك بتطبيق مجموعة من الأساليب العلاجية اللازمة.
وما لا بد من أخذه بالحسبان أن علاج السمنة لا يمكن تحقيقه من خلال تناول وجبات صحية فقط، وإنما يشمل القيام بتعديلات قد تشمل نمط الحياة بصورة كاملة، ومما يستدعي الاستعجال في تشخيص وعلاج حالة السمنة هو التعرف على المخاطر التي تترتب على هذا الوضع الصحي الخطير، الأمر الذي من الممكن الاطلاع عليه خلال الجلسة الاستشارية مع الطبيب المختص، وهنا يمكن الإشارة لبعض هذه المخاطر كما يلي:
- أمراض القلب والشرايين
تشكل السمنة عامل خطر حقيقي ومباشر على صحة القلب والشرايين، وذلك لارتباطها بارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول الضار في الدم، الأمر الذي يزيد من احتمالات تعرض الشخص البدين لانسداد الشرايين والجلطات بصورة أكبر من تلك الاحتمالات
الخاصة بالأشخاص ذوو الوزن الطبيعي، بالإضافة لتأثير السمنة الواضح على الإصابة بارتفاع معدل ضغط الدم. - مشاكل التنفس
تعد السمنة وزيادة الوزن عن الحد الطبيعي من أكثر الأسباب التي تؤدي للإصابة بمشاكل التنفس، كالشخير المرضي وما يرتبط به من متلازمة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وأعراض أخرى كالأرق أو الشعور بالنعاس الشديد خلال النهار. - صحة العظام
كلما زاد الوزن يزيد الحمل الواقع على المفاصل والعظام، الأمر الذي يشير لكون السمنة من الأسباب المؤدية للإضرار بصحة العظام، وخاصة عظام القدمين ومفاصلها، ومفاصل الحوض وأسفل العمود الفقري، وفي حال عدم السيطرة على حالة السمنة وزيادة الضغط على هذه المفاصل فإن غضاريفها ستتعرض للخشونة والتآكل لاحقاً، أو الإصابة بالالتهابات المزمنة وغيرها من مشاكل العظام والمفاصل. - صحة الكلى
أظهرت الدراسات الطبية الحديثة أن الإصابة بالسمنة يعد سبباً لحدوث خلل أو قصور في وظائف الكلى لدى الأشخاص الأصحاء أو المصابين بمشاكل الكلى سابقاً على حد سواء.